قد خرج قديماً -من بعثة الرسول ﷺ- من ينادي ويقول عن القرآن الكريم أنه ليس من الله تعالى، بل هو صناعة بشرية، وقد نقل الله تعالى في كتابه الكريم عشرات الآيات حاكياً فيها قول المشركين عن القرآن الكريم، أنه أساطير الأولين، أو أنه افتراء -كذب- أو أنه أخذه من رجل آخر من أهل الكتاب، وقالوا عن رسول الله ﷺ شاعر ومجنون وساحر، وغير ذلك من الكلام الذي أبطله الله تعالى، وما زالت هذه الشبه تثار في أوساط بعض الناس على مر الأزمان، إلى أن امتدت إلى عصرنا هذا ويقول بعضهم نفس الكلام، ويكررون نفس الشبه، ونحن نذكر شيئا من الردود على ما قالوا مبينين تهافت كلامهم، وبطلانه. 

وعموماً إن هذه الشبه، هي لبعض الناس، ولكنَّ الشعوب عموماً، يؤمنون بأديانهم على ماهي عليه، إن كانت صحيحة، أو كانت فيها ما فيها، ولكن هذا الكلام الذي ذكر بالسؤال ليس قول البشرية، وليس قول جموع من الناس، ولا قول جماهير من العلماء والمفكرين، ولكن قال هذا القول قلة قليلة قديماً وحديثاً، ومع هذا لا بد أن يناقش هذا القول.

حسب تقارير علمية غربية -أمريكية على وجه التحديد- إنَّ الإسلام يسير في العشرين أو ثلاثين سنة المقبلة إلى أن يصبح مليارين من الناس، نقول ملياران في هذه اللحظة، ومليارات أخرى تعاقبت على هذا الدين منذ بدايته.

هذه المليارات من أذكياء وعقلاء وعباقرة ومفكرين وفلاسفة، كلهم -مجمعين- قد فحصوا هذا الدين، ليس كلهم آمنوا بحد السيف، أو بالتبعية، بل آمنو بما تبيَّن لهم من براهين، فهذا هو الردُّ المجمل، والرد المفصل يكون من خلال إثبات نبوة الأنبياء عموماً لأنهم جاؤوا من مشكاة واحدة وأدلتهم واحدة، ومن يطعن بنبوة محمد يُلزم بأن يطعن بنبوة كل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.(1)  

1/معجزات الأنبياء عموماً والبشارة بمحمد ﷺ:

1 ـ الأنبياء أعدل الناس طريقة وأصدقهم لهجة وأكثرهم وقاراً، وأزهدهم في المال والجاه، وأرفضهم لحُبِّ الدعة والراحة(2)، هذا مع كثرة المحن والابتلاء عليهم، فما زادهم ذلك إلا ثباتاً، فما ليّنَتْ الشدائدُ لهم قناة، ولا فتّرت المكايدُ لهم عزماً(3)، ومع ذلك كلِّه ما جافوا في حكمٍ على عدو، ولا شهدوا بغيرِ الحقِّ لصديقٍ.

فنوحٌ -عليه السلام- لبث في قومه ألفَ سنةٍ إلاّ خمسين عاماً لا يدعوهم إلا إلى الله، ولا يطلبُ منهم غرضاً دنيوياً، ولا مقصداً عاجلاً، وليس له في دعوته هوًى ولا شهوة.

وخاتم الأنبياء وسيد ولد آدم أجمعين ﷺ عُرِضت عليه الدُّنيا مُلكاً ورئاسةً ومالاً، على أن يتركَ ما يدعوهم إليه، فأبى ذلك، وسَرْدُ ذلك يطول عن سائر الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

2 ـ معاداتهم لقراباتهم وأرحامهم الذين جُبِلَتِ الطباع على محبّتهم، وعلى رجاءِ الاستغفار لهم، بحيث تركوا مناهجَ آبائهمَ، التي ولع الطبع باتباعها، وعادَوْا عشيرتهم التي يتقي مِنْ كلِّ عدوٍّ بمحاماتها، ولقوا في الصبر عنهم الحتوف، ووقعوا في الدنيا لذلك في أعظم مخوف(4).

فنوحٌ -عليه السلام- ترك ابنه وفلذة كبده يغرقُ مع الغرقى، مع رجائه له أن يكون من الناجين، ودلّه على ما ينجيه، وهو ترك الكفر بالله، ثم إنه استغفر من دعائه له، فقال تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [هود : 47].

وإبراهيم عليه السلام- تبرّأ من أبيه لما أصرّ على كفره، قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأِبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ } [التوبة: 114](5).

3 ـ أنهم حصلت لهم أغراضهم النبيلة من النصرة، والنجاة من الهلاك، كما قال الله تعالى: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83].

وقال تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47].

وقد استدل بهذا قيصرُ الروم على صِدْقِ نبوة خاتم الأنبياء محمد ﷺ لما ذكر له أبو سفيان (وكان وقتئذٍ مشركاً- ذكر له أنّ الحرب سجالٌ بينهم وبين محمد ﷺ، فقال هرقل: هكذا الأنبياءُ تبتلى، ثم تكونُ العاقبةُ لهم(6).

وفي المقابل أهلك الله مَنْ خالفهم وعاداهم، فأغرقَ قومَ نوح، وكان غرقهم آيةً لم يستطع دفعَها إنسٌ ولا جان، ومسخَ أهلَ السبتِ قردةً وأهلكهم، وكان ذلك آية، وأهلك عاداً وثمودَ مع قوتهم وشدة بطشهم، ولنا طريقان إلى العلم بذلك(7) ما يعاينُ، وما يعقل بالقلوب، فقد ترك لنا الله آيات مرئية، كمساكن ثمود، كما قال الله تعالى:{وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ} [العنكبوت: 38].

والطريق الثاني: ما يسمع وهو متواتر، فإنّ العلم بأنّه قد وُجِدَ أنبياء، وحصل لهم ولأتباعهم النصر على أعدائهم، وأنّ المكذّبين لهم، منهم من أغرق، ومنهم من خُسِفَ به، ومنهم من أُرسلَ عليه الريحُ العقيم، العلم بذلك متواتر، ومعلوم علماً ضرورياً، ويقول الله عَقِبَ ذكره لإهلاك المكذبين وإنجاء المؤمنين: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ}[الشعراء: 8](8).

إن تأييد الله لرسله ونصرته لهم، ذو تأثير كبير على نفوس الناس، فإنّ العرب لما رأت انتصار الإسلام صدّقت، وآمنت، ودخلت في دين الله أفواجاً، قال تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا *}[ا ـ 2].

إنّه يستحيل على الله أن يتقوّل عليه متقوِّلٌ، فيدعي أنّه مرسلٌ من عند الله، وهو كاذب في دعواه، ثم بعد ذلك يؤيده وينصره، ويرسل الملائكة لتثبيته وحمايته، وقد أشار الله إلى هذا النوع من الاستدلال فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} [النحل: 116]، فحكم بعدم الفلاح وقال: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ *} [الحاقة: 44 ـ 46](9).

4 ـ زهدهم في الدنيا وإطراحهم للأهواء، وقلقهم من هول المعاد الأخروي، وتقطُّع نياط قلوبهم خوفاً من العذاب السرمدي، وهو شيء عُلِمَ منهم أنّه جدٌّ لا مزاحَ فيه ولا هزل، وحقٌّ لا تصنّع فيه ولا تكلّف، وكيف، والتكلّف لا تخفى آثاره، ولا تستمر لصاحبه أحواله(10)!!

والناسُ يميّزون بين الصادق والكاذب خاصةً في دعوى النبوة، فإنّه يدعيها أصدق الصادقين أو أكذب الكاذبين، والنبوّة مشتملةٌ على علوم وأعمال هي أشرفُ العلوم والأعمال، فكلّها صدقٌ وعدلٌ واستقامةٌ في الأعمال بخلاف الكاذب، فلابدّ أن يظهرَ عليه ما يدلُّ على بطلانِ دعواه من الكذب والفجور(11)، فلابدّ أن يظهرَ في أقواله كذبٌ واختلافٌ ، وفي أفعاله زَيْغٌ وانحراف، يقول الله تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ *تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ* يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ *وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ* أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ} [الشعراء : 221 ـ 226].

إنّ الرسلَ أزهدُ الناسِ في متاع الدُّنيا وعرَضها الزائل، وبهرجها الكاذب، لا يطلبون من الناس الذين يخاطبونهم أجراً ولا مالاً، فهم يبذلون الخير، ولا ينتظرون جزاءً ولا شكوراً، وقد قصَّ الله علينا في سورة الشعراء طرفاً من قصة نوح وهود وصالح، ولوط وشعيب، وكل منهم يقول لقومه: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} فهذا آخرُ الرسل يأمره الله بمثل ذلك: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً} [الفرقان: 57](12). 

5 ـ أنّ جمعاً منهم تمكنوا من الدنيا، واستولوا على ما يحبُّ الناسَ منها، فلم تتغيّر لهم طريقة، ولم تتحوّل لهم سجيةٌ، ملك سليمان -عليه السلام- ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعده، فخدمته الطيرُ وحُشِرت معه، وحملته الريحُ على متنها، وسُخِّرت له، ودانت له ملوك الإنس، وخضعت له عفاريتُ الجنّ، وكان البساطُ يحمله في أرجـاء الأجواء مستقرّاً على متن الريح الخفاقـة، وكـانت الطيرُ تظلّـه، وكـانت الأرض في يده، وكانت أوامره مطاعة، والخلائق له طائعة (13)، ومع ذلك كان في غاية التواضع، قائماً بأمر الله، لا يعصيه.

وسيد المرسلين محمد ﷺ كانت حاله مستقيمة، وأخلاقه على الكمال في كل أوقاته بعد أن تغلّب على أعدائه، وقبل ذلك، وقد توفي ﷺ وليس عنده درهم ولا دينار يـورّثه، وبقيت له درع مرهونةٌ عند يهودي على ثلاثين صاعاً من شعير ابتاعها لأهله(14)، وكل ذلك من دلائل الصدق(15).

6 ـ قوّة يقينهم بوعود الله، وتسليمهم نفوسهم لما أمر الله، وإن كان في ظاهره كالجناية على النفس، والإلقاء بها إلى التهلكة، كقول نوح -عليه السلام- لقومه مع كثرتهم وقوتهم في قوله تعالى: {ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلاَ تُنْظِرُونِ} [يونس : 71] وقال هود عليه السلام: {إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} [هود: 54 ـ 57].

7 ـ أنها ظهرت لأجلهم خوارقُ العادات، وبواهِرُ المعجزات: من غير ممارسةٍ لشيءٍ من علوم الطبائعيين والمرتاضين، والمتفلسفين والمنجّمين والمتكهنين، والمصاحبين للجنّ والشياطين، وأخبروا عن الغيوب، واتّصلوا في خرق العادات إلى مرتبةٍ قصّر عنها أهلُ الدراية في فنون هذه العلوم(16).

8 ـ عدم اختلافهم، فأخبارُهم كلُّها صدقٌ، ولا تناقُض بينها، وما جاءوا به من الأعمال وتفاصيل الشرائع دالٌّ على أنّ ما جاؤوا به هو من عند الله العزيز العليم الحكيم.

ألا ترى أنَّ النجاشيّ لما استخبر من هاجر من الصحابة إلى الحبشة عمّا يخبر النبي ﷺ به، واستقرأهم القرانَ، فقرؤوا عليه، فقال: (إنّ هذا والذي جاء به موسى عليه السلام ليخرجُ من مشكاةٍ واحدةٍ)(17)، وكذلك ورقة بن نوفل لمّا قالت له خديجة رضي الله عنها: أي عمِّ ، اسمع من ابن أخيك ما يقول، فأخبره النبي ﷺ بما رأى، فقال: هذا الناموسُ الذي أنزل الله على موسى(18)، وكذلك هرقل لما سأل أبا سفيان: بماذا يأمركم؟ أجاب: يأمرنا أن نعبدَ الله وحده، لا نشركَ به شيئاً، وينهانا عمّا كان يعبد آباؤنا، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة، قال هرقل: وهذه صفةٌ نبيٍّ(19).

9 ـ عجز من عـاصرهم عن عدِّ كذبـة واحدة على واحدٍ منهم، في جميع عمره، من جميع الأمور التي ادّعاها، وكان هذا من الدلائل عند هرقل، إذ سأل أبـا سفيـان فقـال: أكنتم تتهمونـه بالـكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال: لا. فقال هرقل: فعرفتُ أنّه لم يكنْ ليدعَ الكذبَ على الناس ويكذبَ على الله(20).

10 ـ نسبهم وسيرتهم وأخلاقهم: فهم الأحسنُ في ذلك كله، وقد سأل هرقلُ أبا سفيان عن نسب رسول الله ﷺ فأجاب أبو سفيان: هو فينا ذو نسب، قال هرقل: كذلك الرسلُ تبعث في نسبٍ من قومها(21)، وقد قالت خديجة -رضي الله عنها- لرسول الله ﷺ أول نزول الوحي عليه: كلا واللهِ لا يخزيك الله أبداً، إنّك لتصلُ الرحمَ، وتَصْدُقُ الحديثَ، وتَحْمِلَ الكلَّ، وتَقْرِي الضيفَ، وتعينُ على نوائبِ الحقِّ(22).

قال قوم صالح لصالح عليه السلام: {قَالُوا ياصَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا} [هود: 62]. مع كمال أمانتهم، وعدم غدرهم.

وكان من أسئلة هرقل لأبي سفيان عن صفة النبيِّ ﷺ: فهل يغدر؟ قلت: لا، قال هرقل: وكذلك الرسلُ لا تغدر(23).

11 ـ البشارة بمبعث خاتم الأنبياء محمد ﷺ في الكتب السابقة: فقد وردت صفته في التوراة والإنجيل، وذكر مكان ظهوره، وصفة أمته، وخاتم النبوة بين كتفيه على ظهره، وما يحصل له من الهجرة والتمكين والنصر على أعدائه، وظهوره على الدين كله، فكان ذلك كما أخبر الله، وقد أسلم بذلك كثيرٌ من أهل الكتاب، ولا يكون الخبر بذلك إلا من عند علّام الغيوب، الذي بيده الأمر كله(24). قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَم يابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6]. وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الشعراء: 197]. 

فالآية تبيّنُ أنّ من الآيات البينات الدالة على صدق الرسول ﷺ وصدق ما جاء به علمُ بني إسرائيل بذلك، وهو علمٌ مسجّلٌ محفوظٌ مكتوبٌ في كتبهم التي تداولوها، كما قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ} [الشعراء: 196] (25). 

وقال تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيْهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة : 127 ـ 129].

وقد استجاب الله دعاء خليله إبراهيم، وابنه نبيِّ الله إسماعيل عليهما السلام، وكان محمد ﷺ هو تأويلُ تلك الاستجابة (26).

وقال تعالى: {عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطِّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 156 ـ 157].

وضرب الله في التوراة والإنجيل مثلين لرسولنا محمد ﷺ ولأصحابه في قوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 29].

2/معجزة محمد ﷺ وإثبات نبوته:

وبالإضافة إلى المعجزات والدلائل السابقة نذكر المعجزات التي اختص بها الرسول ﷺ:

بلغت الفصاحةُ والبلاغةُ وفنونُ القول قبل بعثة خاتم النبيين ﷺ شأناً عظيماً، وأخذت الكلمة مكاناً في نفوس العرب من التقديس والتعظيم لم يبلغه شيءٌ آخر، ممّا حدا بهم أن يُعلقوا المعلّقات السبع في جوف الكعبة، وإذا علمنا أنَّ الكعبة كانت تعتبر أقدسَ مكانٍ عند العرب في جاهليتهم أدركنا مكانةَ الكلمةِ في نفوسهم.

والحكمة الإلهية في اختيار المعجزة من جنس ما اشتهر بين القوم هي أنَّ الإنسانَ إذا أُتِيَ من قِبَلِ ما يعتبره مفخرته، ومجالَ إجادته واعتزازه تكون الحجّةُ عليه أقوى، والمعجِزُ أكثر فعلاً وأثراً.

ولتكون معجزةُ النبي الخاتم ﷺ أشدَّ لمعاناً، وأسطعَ برهاناً، فقد جعل الله معجزته كتاباً متلواً معجزاً، وهو الإنسان الأمي الذي لم يَخُطَّ بيده كتاباً، ولم يتلقَّ من أحدٍ من البشر معرفةً.

بعض معجزات الرسول ﷺ الحسية:

قد جرى على يد رسولنا صلوات الله وسلامه عليه عديد الخوارق الحسية والكونية، التي شهد لها مَنْ حضرها آنذاك، وجاءت بها الأخبار الصحيحة، ومن تلك المعجزات الحسية ما يلي:

أ ـ انشقاق القمر:

من المعجزات الخارقة التي أيّد الله بها محمّداً ﷺ حين سألته قريش أن يريَهم آيةً تدلُّ على صدقه، فأراهم انشقاقَ القمر، فلمّا رأوا ذلك قالوا: هذا سحرٌ منه ﷺ لأعينهم، إلاّ أنَّ بعضَ القوم قالوا: انظروا ما يأتيكم به السفّار، فإنّ محمداً لا يستطيع أن يسحرَ الناسَ كلها، فلما سألوا مَنْ قدم عليهم من المسافرين أجابوهم برؤية القمر وقد انشقّ إلى نصفين.

وقد أثبت القران هذه المعجزة صراحةً في قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر:1 ]، كما جاءت بها أحاديث صحيحة ومن ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: إنّ أهل مكة سألوا رسول الله ﷺ أن يريهَم آيةً، فأراهم انشقاقَ القمر (27).

ب ـ نبع الماء من بين أصابعه ﷺ على مرأى ومشهد من الصحابة:

ومن ذلك ما روي عن جابر -رضي الله- عنه قال: عطش الناسُ يومَ الحديبية، ورسول الله ﷺ بين يديه ركوةٌ، فتوضَّأ منها، ثم أقبل الناسُ نحوه، فقال رسول الله ﷺ: «ما لكم»؟ قالوا: يا رسول الله ليس عندنا ما نتوضَّأُ به، ولا نشربُ إلاَّ مِنْ ركوتِكَ، فوضع النبيُّ (ص) يَدَهُ في الركوةِ، فجعل الماءُ يفورُ من بين أصابعه، كأمثال العيون قال: فشربنا وتوضَّأنا، قلت لجابر: كم كنتم يومئذ؟ قال: لو كنا مئةَ ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مئةٍ (28). وقد علّق القاضي عياض على ما ورد من أحاديث حول هذه القصة قائلاً: هذه القصةُ رواها الثقات والعددُ الكثيرُ عن العدد الكبير من الصحابة، ومنها ما رواه الكافة عن الكافة متصلاً بالصحابة، وكان ذلك في مواطن اجتماعِ كثيرِ منهم في المحافلِ ومجمع العسكرِ، ولم يَرِدْ عن أحدٍ منهم إنكارٌ على راوي ذلك، فهذا النوع ملحق بالقطعي من معجزاته (29).

ج ـ معجزة الإسراء والمعراج:

قد سجل القرآن هذه المعجزة في قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [الإسراء: 1].

كما أشار القرآن الكريم إلى بعض تلك الآيات التي أراد أن يريها لعبده محمّداً في قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى *} [النجم: 13 ـ 18].

كما سجلت تفاصيلها أحاديثُ الرسول ﷺ (30).

د ـ معجزات أخرى:

ومن تلك المعجزات المادية: معجزةُ تكثير الطعام القليل، حتى أشبعَ العددَ الكثير، ومعجزةُ حنين الجذع، واستجابةُ الجماداتِ لدعائه لها، وإتيانها له، ومعجزات إبراءِ المرضى، وردّ ما انفصل من بعض أجزاء الإنسان، وغير ذلك من الآيات(31).

إن تلك الآيات المعجزة والعجائبَ الخارقة للعادة على كثرتها وتنوعها وصحّة وقوع حوادثها، لم يقع بها التحدّي العام لإثبات دعوى الرسالة كما وقع بالقرآن الكريم، فقد كانت معجزته ﷺ الكبرى التي وقع بها التحدّي، وبقيت على مرّ الزمان، وخوطبت بها البشرية جمعاء، هي القرآن الكريم. 

وقد ورد في الحديث عنه ﷺ أنه قال: «ما من الأنبياء نبيٌّ إلا أُعْطِيَ من الآيات ما مِثْلُهُ امَنَ عليه البَشَرُ، وإنّما كانَ الذي أُوْتِيْتُهُ وحياً أَوْحَاهُ اللهُ إليَّ، فأرجو أنْ أكونَ أكثرَهم تَبَعاً يومَ القيامةِ»(32)، فتحدى الله سبحانه وتعالى العربَ بأن يأتوا بمثل هذا القرآن.

قال تعالى: {قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الاسراء: 88].

وتنزَّل معهم في التحدّي، وطلب منهم أن يأتوا بعشر سور مِنْ مثله: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [هود: 13].

ولمّا عجزوا عن ذلك وظلّوا على عنادهم واستكبارهم، زادهم تحدياً بأن يأتوا بسورة: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [يونس: 38].

وقال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 23 ـ 24].

وظلَّ التحدي قائماً منذ ذلك الحين، عجزَ عنه فصحاءُ العرب وبلغاؤهم وعجزتْ عنه البشريةُ كلُّها على مدى أربعة عشر قرناً من الزمان، وإنهم لعاجزون حتى قيام الساعة، فقد كان أولى الناس بالردّ على التحدي أولئك الذين كانت صناعتهم الفصاحة والبلاغة يتيهون بها على الناس.

ولقد كانت معجزاتُ الرسل كلهم مِنْ قبلُ معجزاتٍ حسيةً وكونيةً، تتعلّق بالسنن الجارية في الكون وتخرقهَا، فمعجزتا نوح وهود -عليهما السلام- كانتا حسيتين كونيتين، ومعجزة صالح -عليه السلام- كانت ناقة عجيبة لم يعهد البشر لها مثيلاً.

وكذلك كانت معجزات موسى وعيسى -عليهما السلام- التي أشرنا إليهما آنفاً، أشياءَ خارقةً للسنن الكونية.

أما معجزة الرسول ﷺ فهي معجزةٌ عقليةٌ معنوية جامعة، وليست معجزةً حسية ولا كونية، وإن كان للرسول ﷺ معجزاتٌ أخرى حسية وكونية، كالإسراء والمعراج، وانشقاق القمر... ولكن المعجزة الكبرى التي وقع بها التحدّي، والتي بقيت على الزمن وخوطبت بها البشرية كلها هي القرآن (33).

وإعجازُ القرآن الكريم، لا يقتصرُ على ناحيةٍ معينةٍ، ولكن يأتي من نواحٍ متعددة، لفظية ومعنوية، وروحية وعلمية وتشريعية، وقد اتفقت كلمةُ العلماء، كما يقول الشيخ خلاّف، على أنّ القران لم يعجزِ الناسَ على أن يأتوا بمثله من ناحية واحدة معينة، وإنّما أعجزهم من نواحٍ متعددة لفظية ومعنوية وروحية، تساندتْ وتجمّعتْ، فأعجزت الناسَ أن يعارضوه، واتفقت كلمتهم أيضاً على أنّ العقول لم تصل حتى الآن إلى إدراك نواحي الإعجاز كلّها، وحصرها في وجوه معدودةٍ، وأنّه كلّما زادَ تدبّر سننه أظهر مرُّ السنين عجائبَ الكائنات الحية وغير الحية، وتجلّت نواحٍ من إعجاز، وقام البرهانُ على أنه من عند الله(34). وليس من صناعة الرسول ﷺ كما يدعى أصحاب البهتان، ومخالفة الحقائق الظاهرة البينة.

إن المسلمين يجب أن يؤمنوا بمستقبل الإسلام ومكانته، وبدوره ورسالته، وبإمكان نجاحه ونجاعته، دونما توقف على نجاح الآخرين أو فشلهم، ولا على قوتهم أو ضعفهم، ولا على انتصارهم أو هزيمتهم. بعبارة أخرى: إن للإسلام مكانته وقوته ومستقبله حتى مع قوة الغرب وجبروته ومع بقاء حضارته وهيمنته. (35) 

الخاتمة: 
أهم نتائج البحث:
  1. لا يكون أي دين عالمياً إلا إذا صحب الإنسان في جميع أزمانه المتطورة، وعصوره المتلاحقة.
  2. الدين الوحيد الذي حقق أوصاف العالمية هو دين الإسلام وهي ليست متوفرة بأي دين سماوي سابق أو وضعي.
  3. الدين الوحيد الذي يتقدم ويترسخ باستمرار هو دين الإسلام.
  4. عقيدة المسلمين أن الإسلام هو دين الله تعالى، وهو حاميه وهو يسخر من يشاء لنصرته المحتمة.
  5. إن مستقبل الدين الإسلامي مرتبط بمستقبل البشرية كلها وهو لمصلحة الناس كافة.
  6. شبهة ربانية الإسلام، وأن الدين الإسلامي صناعة بشرية؛ هي شبهة قديمة رد عليها الدين الإسلامي قديماً بعشرات الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية.
  7. إن أصحاب هذه الشبه -وغيرها- هم القلة القليلة على مر الزمان، بينما السواد الأكبر والأعظم من عقلاء وعلماء ومفكرين وعباقرة وفلاسفة آمنوا بهذا الدين وبربانيته وعالميته.
  8. الطاعن بنبوة محمد ﷺ يُلزم أن يطعن بنبوة المرسلين قبله؛ فإن طريق الوحي إليهم واحد والموحى إليهم واحد، ودينهم واحد.
  9. إن معجزة الرسول ﷺ الكبرى هي القرآن الكريم وهي معجزةٌ عقليةٌ معنوية جامعة، بخلاف معجزات الأنبياء قبله فإنها كانت حسية، ومعجزة الرسول ﷺ هي معجزة دائمة لا تنقطع والتحدي فيها لا يزال قائما في كل زمان.