يتناول هذا المقال ما تقدمه المراكز التدريبية والمنظمات الطوعية والجهات الحكومية من جرعات تدريبية وملتقيات شأنها أن تعزز وتقدم مادة علمية تفيد في تطوير المهارات ـ واتجاهات فئات المجتمع في تناول هذه الدورات والإقبال عليها ومدى الفائدة المرجوة وأهم المعوقات التي تؤثر في تطور المهارات لدى كل فرد من متطلبات سوق العمل وتعقيدات في مراكز التدريب وسوق العمل. 
استخدم الباحث المنهج الوصفي وكانت الأساليب والأدوات هي المسح والإحصاء والتحليل للبيانات المتحصل عليها من طرف المراكز ولقاءات مع مدربين محترفين في مجالاتهم، وكانت أبرز النتائج التي خلص لها هذا البحث: أولا من ناحية المهارات الأساسية  هناك إقبال على برامج ثابتة من فئة الطلاب وحديثي التخرج مثل إدارة المشاريع الإحترافية وكانت الإحصاءات لجميع المراكز ما بين 700 _ 1100 شخص، وأن أغلب المستفيدين من الدورات هم من عاصمة السودان وهي الخرطوم وذلك مع نشاط بعد المدن الأخرى في الأطراف خارج العاصمة. أما من ناحية المهارات التقنية فكانت هناك مبادرات شبابية من أجل ذلك ولكن الأثر الأكبر كان لتلك المبادرات المختصة بإعداد الأجيال الحديثة ممن هم دون سن السادسة عشرة وأبرز مبادرة هي فريق المبتكرين الصغار الذي يعني بتطوير مهارات الابتكار وإستخدام تقنبات الذكاء الصناعي في إنشاء مشاريع ريادية والمشاركة بها في المسابقات الخارجية والفوز بالجوائز والمراكز الأولى.


وخرج الباحث بمجموعة من التوصيات أبرزها : العناية بالمبادرات الشبابية ورعايتها، وأن يتم التوسع في عدد البرامج الثابتة لدى المراكز، وتقديم برامج هدفها تنمية المهارات التقنية. 


إن من المبادئ الأساسية لنهضة الدول هي تنمية مواردها البشرية، عن طريق تنمية اهتمامات أفراد مجتمعها إلى مهارات فعلية تنعكس نتائجها في ازدهار الحضارة ونشاط الحركة العلمية. وقد أجمع العالم على أن لا بد من تطوير تلك المهارات، ونجد أن دولة السودان قد كان لها الباع الأكبر في ذلك الشأن ولكن في فترة وجيزة وقد باشرت بالتوجه نحو التعليم الإلكتروني (بالرغم من المعاناة في تدهور مخرجات العملية التعليمية وتفشي الأمية خاصة ما يعرف بالأمية التقنية) (الخضر محمد 2017 ص:1)، ونجد أيضاً أن الاهتمام بشريحة المرأة كان  منقسما في فئتين: الفئة الأولى هي المرأة الريفية بالإضافة للنساء في الحضر ممن بلغت أعمارهن الأربعين فما فوق وكانت محاور التدريب في محو الأمية والإسعافات الأولية والثقافة الغذائية (إخلاص إبراهيم 2014 ص:36)، أما الفئة الثانية تمثل شريحة اليافعات الشابات وقد تمحورت نقاط التدريب في تنوع من المهارات الأساسية و المهارات التقنية. 
النتائج والمناقشة: 
كان متوسط الأعمار في السودان قد ارتفع منذ عام 1960 وحتى 2019 ليصبح 65 عاماً حسب مؤشرات التنمية العالمية الصادرة في 16/12/2021 من البنك الدولي. ويبلغ عدد السكان 43 مليون نسمة وبمعدل بطالة 22.6%. 
أولاً: المهارات الأساسية: 
1. القطاع الحكومية: 
متمثلة في المجلس الأعلى للتنمية البشرية والعمل الذي يتبع (وزارة التنمية البشرية والعمل) والذي كانت أغلب دوراته في المهارات الإدارية والقيادية؛ ولكي نعطي مؤشرات بالأرقام يبين الجدول الآتي عدد المتدربين ما بين 2012 و2017:

2012 2013 2014 20156 20216 2017
5782  10609 25263 15090 16862 34077

2. المراكز التدريبية الخاصة: 
يبلغ عددها 700 مركز وقد كانت لديها برامج تدريبية ثابتة لها إقبالها الكبير من فئة الطلاب وحديثي التخرج ويمكن سردها كالآتي: 
1/ إدارة المشاريع الاحترافية  PMP 
2/ ماجستير مهني في إدارة الأعمال MBA                             
3/ السلامة المهنية  VS                                               
4/ تدريب المدربين  TOT                                            
5/ إعداد القائد الإداري المحترف PAL                                   
6/ مهارات التواصل الفعال  ECS                                        
7/ ماجستير مهني في إدارة الجودة الشاملة TQM                       
ويتضح أن أهم 4 برامج تدريبية مطلوبة هي:

البرامج التدريبة المطلوبة

وأيضا هناك الدورات المنفصلة التي تكون حسب الطلب وفي فترات متقطعة، مثل: التخطيط الإستراتيجي الشخصي، وإدارة العمل الطوعي، واجتياز مقابلات العمل، وكتابة السيرة الذاتية، وما إلى ذلك. 
3. مؤسسات المجتمع المدني: 
إن المنظمات الطوعية في السودان لا تركز كامل التركيز في السودان بل أغلب توجهها في الدعم الخيري، ولكن تجري عدة منظمات دورات منفصلة كل فترة زمنية متنوعة، مثل: 
إدارة الوقت، ومهارات التواصل، وفن الخطابة، وتحليل الشخصيات، ولغة الجسد، وإدارة المشاريع. 
ويكون روادها متطوعة المنظمة المعنية بالإضافة لكل من يرغب في حضور الدورة المعنية ويبلغ عدد المستفيدين حوالي 50 إلى 130 شخصا من الجنسين. 
ثانياً: المهارات التقنية:  
نجد أن القطاع العام في هذه النقطة ليس لديه تأثير، وأن المراكز الخاصة بعضها الذي لا يمثل 1% منها يحاول أن يقدم محاضرات متفرقة في هذه المجالات وذلك نسبة لضعف البنية التحتية للدولة كافة في هذا المجالات، ولكن في المقابل نجد أن هناك تحركات شبابية مثمرة في ناحية هذه المهارات نشاهد انطلاق المبادرات، وتكوين الفرق التي تقوم بمعاونة من يريد التمكن من هذه المجلات وإن هناك إقبالا من فئة الشباب وطلاب المدارس والجامعات وأن ما لا يمكن تفويت ذكره أن من يطلق هذه المبادرات هم شباب اجتهدو مع نفسهم في تحصيل المعلومات من مصادر مختلفة، وأن نسبة الانتشار تمثل 85% من الفئات التي تقبل عليها وهي الشباب وطلاب المدارس والجامعات، وأن جودتها عالية حيث إنها تحدث تغييرا جذريا وتقدم مادة علمية ضخمة مليئة بالمعلومات الوافرة، ويمكن ذكر أمثلة على هذه المبادرات: منصة ليرن، المنظمة التقنية الخيرية، منصة الآمال، منصة تعلم من أجل السودان، منصة أبيدمك، وختاماً فريق المبتكرين الصغار الذي ينفرد بطابع ديناميكي في تقديم ما يساعد في تطوير المهارات التقنية وينفرد في الفئة التي يقدم لها خدماته. 
إن فريق المبتكرين الصغار هو من تكوين شباب راشد من مختلف الفئات العمرية لتقديم المحتوى عبر سلسلة من المحاضرات والدورات وورش العمل في البرمجة والروبوتات والمشاريع العملية والذكاء الاصطناعي. 

الأهداف: 
•    رفع مقدرة أطفال السودان في البرمجة والمشاريع الإلكترونية. 
•    تأهيلهم للمشاركة في المسابقات. 
•    تعزيز دور الأطفال في مواكبة التكنولوجيا. 
•    توفير حاضنة لإبداعات الأطفال في جانب الابتكار والاختراع. 
•    تحفيز الأطفال وتشجيعهم في التعلم وتمليكهم المعرفة والمهارة اللازمة. 
والجدير بالذكر أن جميع المنصات تم تأسيسها في الفترة مابين 2016 وحتى 2020.
التوصيات:  
نقاط القوة: 
- وجود قابلية من فئات المجتمع للتدريب والإيمان بأهميته. 
- تقديم الخدمات التدريبية المتميزه في مجالات التدريب باللغه الإنجليزية لدى بعض المعاهد ووجود اعتمادات دولية. 
- وجود مجهودات فردية لتطوير عملية التدريب وتنوع أساليب التدريب المستخدمة وأنماطها في مراكز التدريب. 
- حاجة المجتمع للجرعات التدريبية. 
نقاط الضعف: 
-    عدم وجود أساليب لتقويم بعض المراكز التدريبية.
-    عدم وجود آليه لزيادة حجم الاستثمار وتطويره في قطاع التدريب. 
-    تفشي ظاهرة الأمية المعلوماتية في كثير من فئات المجتمع السوداني. 
الفرص المتاحة: 
- نمو الطلب على التدريب في مجال اللغات والتدريب التربوي. 
- زيادة التوجه للتدريب وتنمية المهارات والكفاءات. 
التحديات: 
-    تفضيل سوق العمل للمهارات المتخصصة مما يتطلب تحديث البرامج التدريبية بشكل مستمر. 
-    التطور السريع لتكنولوجيا التدريب وعدم مواكبة الأنظمة والإجراءات لها. 
وبعد تحليل الواقع عبر معرفة البيئة الداخلية والخارجية، والمناقشة التي تمت في النتائج تم التوصل للتوصيات الآتية: 
1.    العناية بالمبادرات الشبابية ورعايتها وتقديم الدعم لها. 
2.    التوسع في عدد البرامج الثابتة لدى المراكز. 
3.    تقديم برامج هدفها تنمية المهارات التقنية والتركيز عليها. 
4.    دعم القطاع العام للمهارات التقنية. 
5.    نشر المعرفة لجميع فئات المجتمع وفي كامل الدولة للحد من نسبة الأمية، لأن الذين يستفيدون من الخدمات السابقة عددهم محصورة. 
6.    تعزيز إقبال المجتمع على تعلم مهارة التعلم الذاتي. 
7.    قيام مؤسسات المجتمع المدني بفعاليات لدعم الاهتمام بهذه المهارات.