ما هو التجديد؟[1]

يمكن أن يَنتج التجديد من المعرفة الجديدة، التكنولوجية وغير التكنولوجية. التجديد غير التكنولوجي مرتبط جداً بالمهارة والبراعة وظروف العمل التي توفرها النظم، ولذلك فإنه عولج إلى حد بعيد في العمود الحادي عشر. وأما عمود التنافسية الأخير هذا فيركز على التجديد التكنولوجي، على الرغم من المكاسب الكبيرة التي يمكن جنيها، بتحسين المؤسسات، وإنشاء البنية التحتية، وتقليص عدم الاستقرار الماكرو اقتصادي، وتعزيز رأس المال البشري، فإن جميع هذه العوامل تُقتطَع من الدخل. ويقال الشيء نفسه في جدوى اليد العاملة، وأسواق المال والسلع، وفي المدى البعيد، يمكن للتجديد التكنولوجي أن يحسّن كثيراً مستوى المعيشة.
لقد كانت الثورة التكنولوجية سبباً في تقدم الإنتاجية في مجالات كثيرة، في تاريخ اقتصادنا. ويراوح هذا التقدم من الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر، و اختراع المحرك البخاري، وتوليد الكهرباء، حتى الثورة الرقمية الأخيرة، فهذه الثورة لم تبدّل فقط أسلوب فعل الأشياء، بل فتحت أيضاً مجالاً أرحب لاحتمالات جديدة في المنتجات والخدمات. والتجديد مهم جداً للاقتصاد لا سيما في البلدان التي تقترب من حدود المعرفة، والقدرة على إنتاج قيمة مضافة، باعتمادها فقط وتكييفها التكنولوجيا الأجنبية، تتجه إلى الاضمحلال.
وعلى الرغم من أن البلدان الأقل تقدماً، لا تزال قادرة على تحسين إنتاجيتها باعتماد التكنولوجيا المتاحة، أو بتحسينها مكاسبها في مجالات أخرى، فإن هذا الأمر لم يعد كافياً للبلدان التي بلغت مرحلة تجديد التطور، من أجل زيادة الإنتاجية. وعلى الشركات في هذه البلدان، أن تصمّم وتطوّر أحدث المنتجات والأساليب، لحفظ تنافسيتها والتقدم نحو منتجات ذات قيمة مضافة أعلى. ويتطلب هذا التقدم، بيئة ملائمة للنشاط التجديدي، يساندها القطاعان العام والخاص.
وعلى وجه التخصيص، يعني هذا التقدم استثماراً كافياً في الأبحاث والتطوير، خصوصاً في القطاع الخاص؛ ووجود مؤسسات أبحاث علمية عالية المستوى، قادرة على إنتاج المعرفة الضرورية لبناء التكنولوجيا الجديدة؛ والتعاون الواسع في الأبحاث والتطوير التكنولوجي بين الجامعات والصناعة؛ وحماية الحقوق الأدبية، إضافة إلى مستوى رفيع من التنافس، وإتاحة رأس المال والتمويل.
وفي ضوء التعافي الاقتصادي البطيء، وتعاظم ضغوط الموازنة في الدول ذات الاقتصاد المتقدم، لا بد من أن يقاوم القطاعان العام والخاص الضغوط الرامية إلى الاقتطاع من موازنات الأبحاث والتطوير، لأنها حيوية جداً لمواصلة النمو المستدام في المستقبل.

قياس الإبداع والابتكار:[2]

ويتم قياسه عن طريق ثمانية مؤشرات( منها مؤشر مكرر من المعيار الأول وهو مدى حماية الملكية بالسوق)، وتشمل طاقة الابتكار وجودة المعاهد البحثية، إنفاق الشركة على البحوث والتطوير، مدى التعاون بين الصناعة والجامعات في البحوث، حجم مشتريات الحكومة من المنتجات المتطورة، مدى توفر العلماء والمهندسين، وأخيرا عدد الاختراعات المسجلة PCT Patent Applications . 
علاقة الإبداع التكنولوجي بالتنافسية :
 لعل أبرز أدوار الإبداع التكنولوجي في دعم تنافسية الاقتصاديات تظهر من خلال :
 -تسريع عملية التنمية: ينجم تسريع عملية التنمية عن التطور التكنولوجي الناتج عن التطور المعرفي في المجالات حيث من سمات التطور التكنولوجي المعاصر سرعة التطور؛ 
-تخفيض تكلفة التنمية: يظهر أثر الإبداع التكنولوجي على خفض تكاليف التنمية من خلال خفض معدل استخدام المدخلات، توفير بدائل صناعية أرخص من الموارد الطبيعية القابلة للنضوب، رفع إنتاجية عوامل الإنتاج ( رأس المال  والعمل)، خفض تكاليف تبادل المنتجات والخدمات بين الانشطة والفروع الانتاجية المحلية وفي السوق العالمي، خفض تكاليف تبادل المنتجات والخدمات بين الأنشطة والفروع الانتاجية المحلية وفي السوق العالمي، خفض معدلات استخدام الطاقة والخفض في التكلفة الناتج عن تحسين شروط البيئة وإعادة تدوير مخلفات العملية الإنتاجية ؛
 -التغيير الثقافي: للإبداع التكنولوجي  دور مهم في التغيير الثقافي، حيث أسهم التطور التكنولوجي بشكل كبير في تفاعل الثقافات وفي إبداع ثقافة العولمة. إلا أنه من ناحية أخرى لابد من التعامل الحذر مع ثقافة العولمة التي من أحد أبعادها قمع ثقافات الأمم 
 و الشعوب النامية و إحلال الثقافة الغربية محلها، وساعد هذا التطور على مراجعة المواريث الثقافية المستندة للخرافة واستبدالها بالعلم  والتفكير العلمي كخلفية تراثية للثقافات المعاصرة؛ 
-التنمية البشرية: يؤثر الإبداع التكنولوجي على التنمية البشرية من خلال إحداث ثورة في طرق وأساليب التعليم، كالتعليم عن بعد وتعليم الكبار والجامعات المفتوحة ...الخ، وتطوير تقنيات ووسائل التعليم ذاتها كما يؤثر عن طريق تعزيز حقوق الإنسان من خلال تعميق الاتصالات والحوارات بين القوى  والجبهات الاجتماعية والسياسية المختلفة والمتباعدة وخلق وعي عام عالمي وقوى؛ -توسيع السوق: يؤدي اتساع حجم السوق الى ارتفاع المنافسة بين المنتجين مما يؤدي الى تخفيض الأسعار وتحسين مستوى الإنتاج، بعد استبعاد المنتجين ذوي التكلفة المرتفعة، وبالتالي يسمح بإقامة وحدات انتاجية ذات كفاءة عالية وطرد الوحدات الانتاجية التي تتمتع بمردودية اقتصادية تسمح لها بالمنافسة في السوق.

فالابتكار هو سر النجاح والتعاون فيما بين الأفراد والجهات الحكومية الاتحادية والمحلية في استنباط الحلول واستشراف المستقبل ويلعب دور المحفز والمسرع لهذا الابتكار، وبالتالي الارتقاء بالدولة والمجتمع.


الترتيب العالمي للدول 10 الأولى وفق معيار الإبداع والابتكار:[3]

 

ترتيب الدول  العربية عربيا  وعالميا وفق معيار الإبداع والابتكار:
 

أسماء الدول الامارات قطر السعودية البحرين الكويت عُمان الأردن المغرب الجزائر تونس مصر لبنان موريتانيا اليمن
ترتيبها عربيا 2 1 3 4 10 7 5 8 11 9 12 6 14 13
ترتيبها عالميا 25 21 40 45 103 76 46 94 104 99 109 58 136 134

 

«الابتكار» سر نجاح قطاع الطيران في دبي:

لا تتوقف دبي وخاصة قطاع الطيران فيها عن التجديد والتكيف والابتكار في هذه الصناعة التي حولت الإمارة إلى قوة عالمية في هذا المجال.ولعل سر النجاح لدبي أنها لم تتوقف عن التجديد والإبداع في الطيران وخاصة بالنسبة لناقلة عالمية مثل طيران الإمارات اكتسبت سمعتها وبنت شهرتها على ابتكارات مثلت أنموذجاً اتبعته شركات طيران عريقة بدءاً بالشاشات الشخصية لكل مسافر وانتهاء بتوفير شاور سبا على طائرات ايه 380 العملاقة.

والإبتكار لم يكن فقط في الأجواء لكنه على الأرض فخدمات الليموزين في طيران الإمارات هي الاخرى شكلت مسارا اتبعته الكثير شركات الطيران لمنافسة الناقلة حتى في سوق دبي وبعضها بدأ يوفر هذه الخدمة في دبي نفسها لمنافسة الناقلة الوطنية.

تبرز طيران الإمارات دوما وعاما بعد عام بابتكار جديد وخدمة لم يسمع بها قطاع الطيران من قبل وعلينا أن نعرف أن الناقلة تستثمر سنويا أكثر من مليار دولار في المنتجات والخدمات بما فيها الخدمات الترفيهية ولا تتوانى عن ضخ المزيد في سعيها نحو المنافسة وتوفير كل ما هو جديد للمسافر وتجاوز توقعاته الأمر الذي عزز من ثقة الركاب بالشركة التي حافظت على ولائها لهم بالمزيد من الخدمات الجديدة.

خلال السنوات من 2010/2015 استثمرت الناقلة أكثر من 5 مليارات دولار في عمليات التجديد والابتكار في الخدمة من انظمة الترفيه إلى المقاعد إلى العديد من فنون الإبداع في مجالات الضيافة وتعيد بالتالي أمجاد الماضي حين كان السفر الجوي محاطاً بالرفاهية والفخامة وهو تعبير عن الثورة التي أحدثتها الناقلة في السفر الجوي من خلال طرح خدمات متميزة للمسافرين حول العالم شملت مختلف درجات الطائرة الثلاث.

وتعود بدايات الابتكار لطيران الإمارات إلى تسعينيات القرن الماضي حين كانت أول ناقلة تدخل شاشات الترفيه على متن رحلاتها لتنطلق بعدها رحلات الابتكار والتجديد جعلت منها أنموذجاً يحتذى بين شركات الطيران ولم تتنازل الناقلة عن هذه المعايير رغم تراجع الكثير من شركات الطيران أوقات الأزمات.